من هدي النبي الحجامه

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان خير ماتداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي".

منافع الحجامة:
فإنها تنقي سطح البدن اكثر من الفصد والفصد لاعماق البدن افضل والحجامه تستخرج من نواحي الجلد
والتحقيق في امرها وامر الفصد، انهم يختلافان باختلاف الزمان والمكان، والاسنان، والامزجة
الحجامة انفع من الفصد بكثير في البلاد الحاره والازمنه الحاره والامزجة الحاره، التي دم اصحابها في غايه النضج.
فان الدم ينبض ويرق ويخرج الى سطح الجسد الداخل ستخرج الحجامه ما لا يخرجه الفصد لذلك كانت انفع للصبيان،ولمن لا يقوى على الفصد. وقدنص الاطباء على ان البلاد الحاره الحجامه فيها انفع وافضل من الفص ل تحب في وسط الشهر وبعد وسطه وبالجمله وفي الربع الثالث من اربع الشهر لان الدم في اول الشهر لم يكن قد هاج وتبيع وفي اخره يكون قد سكن واما في وسطه وبعيده فيكون في نهايه التزيد.
قال صاحب القانون ويؤمر باستعمال الحجامه لا في اول الشهر لان الاخلاط لا تكون قد تحركت . ولا في اخره لانها تكون قد نقصت ،بل في وسط الشهر حين تكون الاخلاط هائجه بالغه في تزايدها لتزيد النوره في جرم قمر،وقد روي _عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال "خير ما تداويتم به الحجامه والفصد".
وعن قوله "وخير ما تداويتم به الحجامه"فهي إشارة لاهل الحجاز، والبلاد الحاره ،لان دماءهم رقيقه وهي اميل الى الظاهر ابداهم لجذب الحراره الخارجة لها الى سطح الجسد واجتماعها في نواحي الجلد .ولان مسام ابدانهم واسعه وقواهم متخلخله، ففي الفصد لهم خطر والحجامه تفرقوا اتصال الارادي يتبعه استفراغ كلا من العروق،وخاصه العروق التي لا تفصد كثيرا،وللفصدي كل واحد منها نفع خاص.
 فصد البساليق: ينفع من حراره الكبد والطيحان والاورام الكائنة فيهما من الدم ،وينفع من اورام الرئه وينفع من الشرطه وذات الجنب وجميع الامراض الدمويه العارضه من اسفل الركبه الى الورك .
فصد الاكحل:ينفع من امتلاء العارض في جميع البدن اذا كان دمويا وكذلك اذ كانت دم قد فسد في جميع البدن.
وفصد القيفال: ينفع من العلل العارضه في الراس والرقبه من كثره الدم او فساده.
فصد الودجين: ينفع من وجع الطيحان والربو والبهر ووجع الجبين.
والحجامه على الكاهل: تنفع من وجع المنكب والحلق
والحجامه على الاخدعين تنفع من امراض الراس،واجزائه كالوجه والاسنان والاذنين، والعينين, والانف، والحلق اذا كان حدوث ذلك عن كثره الدم او فساده او عنهما جميعا قال انس بن مالك رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الاخدعين والكاهل.

مواضيع الحجامة:
مواضع الحجامه تحت الذقن تنفع من وجع الاسنان والوجه اذا استعملت في وقتها،وتنقي الرأس والفكين،والحجامه على ظهر القدم تنوب عن الفصل الصافن،وهو عرق عظيم عند الكعب،وتنفعوا من قروح الفخذين والساقين وانقطاع الطمث والحكه العارضه في الانثيين،والحجامه في اسفل الصدر نافعه من دمامل الفخذ وبثوره ومن النقرس والبواسير والفيل وحكه الظهر.

 في هديه صلى الله عليه وسلم في اوقات الحجامة:
الترمذي في جامعه من حديث ابن العباس يرفع ،" ان خير ما تحتجمون في سابع عشرة،او تاسع عشرة،ويوم احدى وعشرين" .
وفيه عن انس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الاخدعين والكاهن وكان يحتجم ل 17 و 19 وفي احدى وعشرين.
وقال صاحب القانون اوقاتها في النهار الساعه الثانيه او الثالثه ويجب توقيها بعد الحمام الا في مندمه غليظ ويجب ان يستحم ثم يستجيب مساعده ثم يحتجم .
 اما اختيار ايام الاسبوع للحجامه فقال الخلال في جامعه: اخبرنا حرب بن اسماعيل قال قلت لاحمد تكره الحجامه في شيء من الايام؟فقال: في يوم السبت ويوم الاربعاء ويقولون يوم الجمعه.
وفيه عن الحسن ابن الحسن انه سال ابا عبد الله عن الحجامه اي يوم ذكر فيه الحجامه: فقال في يوم السبت ويوم الاربعاء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحجامه تزيد الحافظ حفظا، والعاقل  عقلا فاحتجموا على اسم الله تعالى ولا تحتجموا الخميس والجمعه والسبت والاحد واحتجموا الاثنين وما كان من جدام ولا برص الا نزل يوم الاربعاء .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا:يوم الثلاثاء يوم الدم وفي ساعه لا يرقا فيها دم.

فسحه  بيو
مدونه من طرف بوزويجه مريم
من كتاب الطب النبوي - للإمام شمس الدين ابن القيم الجوزيه.